التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة لقمان

صفحة 13 - الجزء 6

  الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ١٢ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ


  ومنها: أن كل صنف يفيد الدلائل كلها، وذلك لما فيه من دلائل القدرة والعلم والنعمة، وما في كل زوج منه من الخصائص مثل زيادة تغذية أو زيادة لذة أو خفة للبطون الضعيفة أو قوة شجرته على تحمل العطش إذا أبطأ المطر ... أو غير ذلك.

  ومنها: أن الأصناف مقسمة بين البلدان فبلاد يصلح فيها التمر وبلاد يصلح فيها الرمان وغير ذلك.

  {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} هذا إشارة إلى المذكور من قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ} إلى آخر الآية {فَأَرُونِي} اجعلوني أراه إن كانوا خلقوا شيئاً {مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} أي شركاء المشركين ماذا خلقوا وهم يعلمون أنهم لم يخلقوا شيئاً ولا يدعون لهم خلق شيء لأنها أصنام عاجزة فكيف تقدر على ما عجز عنه الأحياء المخلوقون {بَلِ الظَّالِمُونَ} بالشرك وغيره {فِي ضَلالٍ} عن الصواب غواية عن الحق وقوله {مُبِينٍ} أي بين أنه ضلال.

  (١٢) {وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} لقمان # قد عرف بهذه الآية وما بعدها من حكاية بعض حكمته وأغنى ذلك عن ذكر نسبه، وذكره الشرفي قال: «ابن أخت أيوب، أو ابن خالته» انتهى المراد.

  وقوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} فسره قوله تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} وهو مثل قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي ..} إلى آخر الآية [النحل: ٦٨]. فإيتاؤه الحكمة هدايته لها لا مجرد قول ونزل ذلك منزلة القول كقوله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}⁣[المائدة: ١١١].