سورة لقمان
  إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ١٣ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ١٤ وَإِنْ
  {وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} أي نفع الشكر للشاكر لأن الله تعالى غني عن طاعة المطيع {وَمَنْ كَفَرَ} نعمة الله عليه {فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ} لا يحتاج إلى شكره ولا ينقصه كفره {حَمِيدٌ} مستحق للحمد يحمده الملائكة والمؤمنون من غيرهم قال الشرفي - ونعم ما قال -: «حميد مستحمد إلى خلقه، أي حقيق بأن يحمد وإن لم يحمده أحد» انتهى.
  (١٣) {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ١٣} واذكر يا رسول الله {إِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ} قال الراغب: «الوعظ: زجر مقترن بتخويف» انتهى المراد.
  {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ} الشرك بالله إثبات شريك لله في ربوبيته أو في ملكه بضم الميم أو حكمه أو في إلهيته، فأما شرك الرياء فهو خارج عنه وكذا شرك الطاعة إذا لم يكن من شرك الحكم.
  وقوله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} حكم على الشرك بأنه ظلم عظيم؛ لأن الله تعالى هو الخالق الرازق فالمخلوق عبده المنعَم عليه يجب عليه طاعة ربه وعبادته وشكر نعمته، فإذا جعل غير الله هو الذي يجب عليه طاعته وشكره، أو هو المستحق للاعتراف بأنه عبده أو جعل غير الله شريكاً في ذلك كان ذلك حيفاً وجوراً عظيماً.
  وقد جعل بعضهم هذه الآية دليلاً على أن الظلم اسم للشرك وهو غلط فاحش، لأنه يصير معناها إن الشرك لشرك عظيم، وذلك يبطل الوعظ بها والتعليل للنهي عن الشرك وهو أيضاً مجرد دعوى.