سورة لقمان
  فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ١٦ يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى
  - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - عليك في إلزامك {أَنْ تُشْرِكَ} بالله {مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} فعدم العلم به كاف لقبح الإقدام عليه مع الجهل سواء كان الجهاد مشتقاً من الجهد بمعنى الطاقة أم المشقة فمعناه: المغالبة ومحاولة أن يغلباه حتى يضعف عن التمسك بالتوحيد والإخلاص {فَلَا تُطِعْهُمَا} لأن حق الله عليك أعظم من حق الوالدين فاستمسك بدين الله {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} فأحسن إليهما وعاملهما بالرفق واللين في الدنيا فهي تنتهي عما قليل.
  {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} من رجع إليّ أي إلى الله وهذا تذكير بالقدوة في الدين أهل الرجوع إلى الله بعد الشرك لأن أكثر المنيبين إلى الله كانوا مشركين فبالأولى أن لا تشرك بعد الإسلام {ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ} مرجعك ومرجع والديك {فَأُنَبِّئُكُمْ} فأعلمكم أو فأخبركم {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} يعني سبحانه وتعالى أنه عليم بما كانوا يعملون لا ينسى منه مثقال ذرة، فإذا كانوا قد نسوه فهو ينبئهم ويحاسبهم ويجازيهم يوم يفر الولد منهما ويفران منه وهذه الآية تبين للولد أنّ حق الوالدين عليه في الشكر لا يجوز طاعتهما في الشرك بل الواجب طاعة الله والإعداد للرجوع إليه فهو الذي ثوابه الجنة، وعقابه النار بخلاف الوالدين بل هما محاسبان ومجزيان وهذه الجملة في الوصية بالوالدين وبالشكر لله ثم لهما تخللت بين حكاية كلام لقمان # لمناسبة عطفه على ابنه، وتوصيته له بالتوحيد وبما ينبغي له أن يتبعه فيه.
  (١٦) {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} إنها إن تقع سيئة أو حسنة {مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ} هذا على قراءة الرفع لـ {مثقال} تك مضارع كان وأصله تكن وأما على قراءة نصب {مِثْقَالَ} فقال في (الكشاف):