التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة لقمان

صفحة 22 - الجزء 6

  هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ٢٠ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ


  (٢٠) {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} {أَلَمْ تَرَوْا} خطاب إما عام للناس كما يؤخذ من قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ ..}⁣[الحج: ٣] وإما خاص للكفار المشار إليهم في أول السورة.

  والأول أرجح: أن الله أنعم عليكم بتسخير ما في السموات لمنافعكم، فالشمس نفعها ظاهر والقمر ينتفع به الساري وفيه حساب الشهور والسنين، والنجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، والجو للمطر، فالكل مسخر للإنسان يجري على ما سخره الله بحساب دقيق، فهو دليل على الله المنعم به على الإنسان.

  وقوله تعالى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ} أتمها وجعلها شاملة لمواضعها واسعة قال في (الصحاح): «وسبغت النِّعمة اتسعت وأسبغ الله عليه النعمة أي أتمها وإسباغ الوضوء إتمامه» انتهى.

  وقال الراغب: «درع سابغ: تام واسع، قال الله تعالى: {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ ..}⁣[سبأ: ١١] وعنه استعير إسباغ الوضوء وإسباغ النِّعم، قال: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ}» انتهى.

  وفي (أساس البلاغة): «ثوب سابغ، وخرج وعليه سابغة، وهو صَنَع السوابغ ... - إلى قوله -: وكميّ مسبغ عليه سابغة ومن المجاز أسبغ الله علينا النعم ..» الخ.