سورة لقمان
  مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ٢٣ نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ ٢٤ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ
  (٢٢) {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} {وَمَنْ يُسْلِمْ} عطف على وعيد المتبعين لما وجدوا عليه آباءهم وهم مشركون {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ} يخلصه {إِلَى اللَّهِ} توجها إلى الله {وَهُوَ مُحْسِنٌ} فلا تكفي سلامتهم من الشرك بل لا بد مع ذلك من الإحسان وقد مر تفسيره عند ذكره في أول هذه السورة {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} تمثيل بمعنى فقد استمسك بسبب النجاة والعروة الوثقى تكون في الحبل ونحوه في شكل دائرة.
  و {الْوُثْقَى} التي لا تنفصم ولا تنقطع بممسكها وهذا لأنه تمسك بإخلاص عبادته لله وإحسانه والسبيل إلى ذلك التمسك بالثقلين كتاب الله وعترة رسوله ÷ {وَإِلَى اللَّهِ} ترجع {عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} فالأمر فيها لله وحده وعاقبة الأمور ثوابها أو عقابها، فأمرها إليه وحده لا شريك له، ولذلك فهو يثيب {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ..}[البقرة: ١١٢].
  (٢٣ - ٢٤) {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} لا تخف ضعف دين الله وغلبة أعداء الله حتى يحزنك كفر من كفر، لأن الله تعالى سيظهر دينه ويعاقب أعداءه {إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ} إلى الله العلي العظيم العزيز الحكيم مرجعهم يوم القيامة لا إلى غيره {فَنُنَبِّئُهُمْ} فنعلمهم يوم الحساب {بِمَا عَمِلُوا} في الدنيا لأنه لم يخف علينا ولا نسينا منه شيئاً.