سورة لقمان
  فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٢٧ مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ
  وأصنامهم لم تخلق شيئا فلا تملك شيئاً {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} على اعتراف هؤلاء المشركين بأن الله هو الذي خلق السموات والأرض {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} لأنهم لا يتفكرون فلا يحصل لهم علم بأن الله ليس له ند وأن ما يعبدون من دونه لا يملكون شيئاً لأنهم لا يخلُقون.
  (٢٦) {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} لأنه خالقهم فهو ربهم لا يستحق غيره عبادة لأن العبادة خضوع يعبر عن عبودية الخاضع لمن يخضع له {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} الغني عن كل شيء ومنه عبادة العباد وكل ما سواه محتاج إلى الله وهو الحميد المستحق للحمد والشكر سواء حمدوه أم لم يحمدوه فلا نقص عليه من كفرهم، كقوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ}[إبراهيم: ٨].
  لكن هنا الحصر في قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ} إشارة إلى أن غيره ليس غنياً على الإطلاق ولا حميد على الإطلاق، فكل من سواه محتاج فلا يستحق العبادة، لأنه عبد ضعيف، ولذلك قال في عيسى وأمه @: {كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ}[المائدة: ٧٥] احتجاجاً على من يعبدهما، فهما محتاجان ضعيفان فهما مخلوقان مملوكان.
  (٢٧) {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ} لو بريت كل قطعة من كل شجرة فجعلت كل قطعة قلماً