التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة لقمان

صفحة 29 - الجزء 6

  وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ٢٩ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ٣٠ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي


  فلا بد من بعثكم، لأن الله تعالى يسمع ما تقولون ويرى ما تفعلون من حق أو باطل أو عدل أو ظلم أو إيمان أو كفر وليس في الحكمة أن يجعل المسلمين كالمجرمين والذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمسيء فلا بد من بعثكم ليجزي الله كل نفس ما كسبت.

  (٢٩ - ٣٠) {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ۝ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} فتبدأ ظلمة الليل خِلال ضوء النهار {وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} فيبدأ ضوء النهار خلال ظلمة الليل.

  {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ} تجري في بروجها {وَالْقَمَرَ} كذلك {كُلٌّ} من الليل والنهار والشمس والقمر {يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أجله الله له بقدرته وعلمه ورحمته وفضله لأنها غير موجودة لذاتها فلا تبقى إلا بإبقاء الله لها في آجالها التي سماها لها.

  وقوله تعالى: {كُلٌّ يَجْرِي} كقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}⁣[الأنبياء: ٣٣] وفي هذا الزمان اتضح أن الليل والنهار يجريان على الأرض، ولذلك يكون بعض الوقت ليلاً عندنا وهو في (أمريكا) نهار، والعكس حين يكون بعض الوقت نهاراً عندنا في (اليمن).

  {وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} لأنه بكل شيء عليم، وقد دل على ذلك بآياته السمعية والعقلية فهو خبير بما نعمل عليم به وبخبره ومقدار حسنه أو قبحه {ذَلِكَ} المذكور من الآيات {بِأَنَّ اللَّهَ} القدير العليم