سورة السجدة
  يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ٥ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ٦ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ
  وقوله تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ} الولي: الذي إليه تدبير أمورهم وحياتهم وموتهم وأرزاقهم وغير ذلك، فهو الله وحده وليّ ذلك ليس لهم من دونه ولي فلا معنى لعبادة غيره بالدعاء والرجاء {وَلَا شَفِيعٍ} أي ما لكم من دونه من شفيع بمعنى ما لكم من شفيع له الحق في أن يشفع أو يستطيع أن يشفع ولو بدون رضى من الله بالشفاعة ولا إذن، فهذا معنى {مِنْ دُونِهِ}.
  بل لله الشفاعة جميعاً فلا تكون إلا برضاه وإذنه، كما قال تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى}[النجم: ٢٦] فإذا كان أمر الشفاعة إلى الله وحده لا شريك له فلا معنى لطلبها من غيره أو رجاها إلا: بإذنه ١ - لمن يشاء ٢ - ورضاه - ٣، أي من بعد تمام الشروط الثلاثة، فرجاؤها من دون ذلك أمل خائب، ولذلك فلا معنى لعبادتهم لشركائهم وقولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله بل ذلك من ضلالهم المبين، ولذلك قال تعالى: {أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} سؤال توبيخ لأنه قد ذكرهم بما كفى.
  (٥) {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} من أموره تعالى يقضيه بحكمة في عاقبته يقضيه وينزل به ملائكة، كقوله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}[النحل: ٢].
  {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} الأمر، وأفاد إنزاله قوله تعالى: {مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} ولكن في الكلام إيجاز والذي يعرج إليه هو ما تعرج به الملائكة في