التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة السجدة

صفحة 50 - الجزء 6

  كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٩ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا


  وقوله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} أي من ثواب تقر به أعينهم أي يسرهم وذلك في الآخرة وفي الجنة ينالون من الثواب ما ينتظرونه من الله، وما لا يخطر على قلوبهم في الدنيا، قال الشرفي: «قال في (البرهان): روينا عن آبائنا عن رسول الله ÷ أنه قال: «قال الله تعالى: إني أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ما أطلعتهم، فأقرؤوا إن شئتم {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ ..} الآية» انتهى، وقوله: (الآية) لعله من تصرف بعض الرواة.

  وقوله تعالى: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} تمام الترغيب فيما ذكره الله ورغب فيه، لأن تذكر الثواب العظيم يبعث المؤمن على الصبر على العمل الصالح.

  (١٨) {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} فالمؤمن يفعل الخير ويترك الشر يوالي أولياء الله، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر مع إخوانه المؤمنين، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويطيع الله ورسوله، وأما الفاجر الخبيث فلا يتوقع منه ذلك، ولذلك اختلف جزاؤهم في الآخرة فلا يستوون في الدنيا فلا يستوون في الآخرة.

  (١٩) {أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} {جَنَّاتُ الْمَأْوَى} جمع جنة أعدت لتكون مأوى يأوي إليها أولياء الرحمن وهذه الجنات في الجنة كل جنة مجهزة بالمسكن الطيب والحور كما أفادته (سورة الرحمن) مع ما فيها من الفواكه والنعيم العظيم انظر (سورة الرحمن) {نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أصل النزل ضيافة النازل كما قال: