سورة السجدة
  يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ ٢٦ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ ٢٧ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ
  عزير ولا عيسى يتدخل في الفصل بينهم يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين {فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} من أجل الأهواء وحب الرئاسة مع وضوح الحق، كما قال تعالى: {فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}[الجاثية: ١٧] فكذلك هذه الأمة المخالفة لآل محمد القائمة ضد الأئمة الهداة منهم، سيحكم الله بينهم وبين آل محمد ÷، ومن هنا رجع الكلام في كفار قريش ومن حولهم.
  (٢٦) {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ} {أَوَلَمْ} يبين لهم صدق وعد الله لهم بالعذاب الأدنى دون العذاب الأكبر {كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ} أي كثرة من قد أهلكنا من قبلهم {مِنَ الْقُرُونِ} قال في (الصحاح): «والقرن من الناس: أهل زمان واحد، قال:
  إذا ذهب القرن الذي أنت فيهم ... وخلفت في قرن فأنت غريب»
  انتهى، فالقرون مثل: قوم نوح، وهود، وصالح.
  وقوله تعالى: {يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ} أي يمشي قريش ومن حولهم في مساكن قرون كثيرة أهلكها الله فيرون آثارهم وفيهم عبرة لهم، لأن سبب إهلاكهم هو تكذيبهم بآيات ربهم وما اتصل به وتبعه {أَفَلَا يَسْمَعُونَ} هذا التذكير وما تضمنته هذه السورة من الإنذار والآيات الدالة على صدقه.
  (٢٧) {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ} {أَوَلَمْ يَرَوْا} أي قد رأوا {أَنَّا} أي