سورة الأحزاب
  فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ٥ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو
  (٥) {ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} {ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ} ادعوا أدعياءكم لآبائهم لا لمن تبنّاهم لأنه ربّاهم هو أي دعاؤهم لآبائهم الذين ولدوهم أقسط أعدل وأحق عند الله فقولوا يا فلان ابن فلان للذي ولده لأنه الحق والصدق {فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} أي فهم إخوانكم في الدين {وَمَوَالِيكُمْ} فادعوهم إخوان وموالي، فهو يميزهم عند دعائهم مع أنه حق وصدق.
  قال الشرفي: «قال في (البرهان): كما فعل المسلمون فيمن عرفوا نسبه وفيمن لم يعرفوا فالمقداد بن عمرو كان يقال له: المقداد بن الأسود بن عبد يغوث الزهري، فرجع إلى المدينة، وممن لم يعرف له نسب سالم مولى أبي حذيفة فنسب إلى ولاء أبي حذيفة» انتهى.
  وصواب العبارة: كذلك فعل المسلمون لأنهم اتبعوا حكم الله، واشتهر استعمال الولاء لكثرة الموالي الذين كانوا عبيدا أو كان أب لهم عبداً فأعتقوه فصار ينسب إليه بالولاء أو إلى من ينسب إليه المعتِق، مثل فلان الهاشمي مولاهم أي مولى بني هاشم لمن أعتقوه.
  وقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ} {جُنَاحٌ} أي إثم فلا إثم في الخطأ سواء كان قبل نزول الحكم أو بعده سبق به اللسان سهواً بسبب العادة عند الأولين مثلاً.