التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الأحزاب

صفحة 64 - الجزء 6

  وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ٧ لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ٨ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ٩ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ


  وقوله تعالى: {فِي كِتَابِ اللَّهِ} أي في القرآن حكم الله به وهذا تأكيد للحكم، وقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا} يدل على أن الحليف قد بطل إرثه فلا يرث بالحلف بينه وبين المؤمن الميت وإنما له ما أوصى به له بالوصية إذا كانت معروفاً بأن تكون من ثلث ماله أو الثلث إذا لم يوص بغيره، والحكم في الحليف الذي كان الميت عاقده، وقال في محالفته: ترثني وأرثك قد نسخ بهذه الآية إذا لم يوص له الميت بشيء.

  وأكد النسخ قوله تعالى: {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} وما كان في الكتاب فهو الذي يبقى وينسخ ما ليس فيه، ولعل سَطْره سبق في أم الكتاب عند الملائكة $.

  (٧ - ٨) {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ۝ لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا} {مِيثَاقَهُمْ} على التبليغ للشرائع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليسأل الصادقين يعم الصادقين من الأنبياء والصادقين ممن آمن بهم في إيمانهم وسؤالهم عنه بسؤالهم هل بلغ النبي وهل آمن المبلَّغ واتبع صدقهم لأن النبيئين بلغوا والمؤمنين الصادقين آمنوا واتبعوا {وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ} بالأنبياء {عَذَابًا أَلِيمًا}.

  (٩) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} تذكروها ولا تنسوها فهي نعمة عليكم عظمى تستوجب الشكر.