سورة الأحزاب
  شَدِيدًا ١١ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ١٢ وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ
  وفي (الصحاح): «الغلصمة: رأس الحلقوم وهو الموضع الناتئ في الحلق» وفي (الصحاح) أيضاً: «وتقول هو مريء الجزور والشاة للمتّصل بالحلقوم الذي يجري فيه الطعام والشراب، والجمع مُرُء، مثل: سرير وسرر» انتهى.
  ولعل هذا سبب غلط من ظن أن مجرى الطعام والشراب هو الحلقوم توهم أن الضمير له في قول (صاحب الصحاح) وهو مدخل الطعام والشراب، وإنما يعني المريء لأن السياق في تعريفه بالمريء وذكر الحلقوم عارض، والحُلقوم هو مجرى الهواء في التنفس إلى الرئتين يفريه الذابح ويفري المريء.
  ولفظ (لسان العرب): «والمريء: مجرى الطعام والشراب، وهو رأس المعدة والكرش اللاصق بالحلقوم الذي يجري فيه الطعام والشراب، ويدخل فيه ثم قال: وفي حديث الأحنف يأتينا في مثل مريء نَعام المريء مجرى الطعام والشراب من الحلق» انتهى المراد.
  وفي (لسان العرب): «الحلقوم: الحلق. ابن سيده: الحلقوم مجرى النفَس والسعال من الجوف ... إلى قوله: وطرفه الأسفل في الرئة، ثم قال التهذيب: قال في الحلقوم والحنجور مخرج النفس لا يجري فيه الطعام والشراب المريء وتمام الذكاة قطع الحلقوم والمريء والودجين» انتهى.
  فقوله تعالى: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} يوافقه في المعنى قول الشاعر:
  صارت نفوس القوم عند الغلصمت ... وكادت الحرة أن تدعى أمت
  (١١) {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} {هُنَالِكَ} حيث اجتمعت الجنود وحيث المسلمون متوقعون لقتالهم {ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ} اختبروا وامتحنوا.