سورة الأحزاب
  فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ١٣ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا
  {وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} قال الشرفي: «أي أزعجوا وحرّكوا ازعاجاً شديداً، وذلك أن الخائف يكون قلقاً ومضطرباً لا يستقر في مكانه ..» الخ. قلت: ينبغي أن يكونوا قدوة لكل مسلم فيثبت ولا تزل قدمه من أجل الزلزال.
  (١٢) {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} {الْمُنَافِقُونَ} قد أيسوا من النصر وساء ظنهم بالله فقالوا: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ} حين وعد بإظهار دينه على الدين كله {وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} خدعاً لنا ليس صدقاً فقد قالوا كلمة الكفر، وهذا من أسباب الشدة على المؤمنين، ومثل المنافقين الذين في قلوبهم مرض لأنهم غير مؤمنين بل هم شاكون مرتابون في الرسول ÷ والقرآن فقالوا مثل ما قال المنافقون، فدلّ ذلك على أنه لم يثبت إلا المؤمنون الصادقون في الإيمان وأنه لا يوثق بغيرهم.
  (١٣) {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} المنافقون والذين في قلوبهم مرض يجمعهم مرض القلوب واليأس من النصر فقوله تعالى: {مِنْهُمُ} راجع إلى الجملة من المنافقين والذين في قلوبهم مرض {يَا أَهْلَ يَثْرِبَ} أي يا أهل المدينة يخص بالدعوة أهل المدينة، لأنه يعتبرهم أصحابه ولأنه يريد فصلهم عن الرسول ÷ والمهاجرين {لاَ مُقَامَ لَكُمْ} هنا حيث قد خرج الرسول ÷ والمؤمنون خارج المدينة والخندق بينهم وبين العدو وقولهم: {لاَ مُقَامَ لَكُمْ} فيه قراءة بفتح (الميم) وقراءة بضمها.