سورة الأحزاب
  عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ
  فإن تابوا أراد بهم رحمة ولا يمنعها عنهم أحد، وإن لم يتوبوا فمصيرهم سوء العذاب لأنهم في قبضته وأمرهم إلى الله وحده لأن أمر رسوله ÷ إنما هو تابع لأمر الله ومن أمر الله، وفي هذه الآية وعيد شديد.
  (١٨) {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} {الْمُعَوِّقِينَ} المثبطين عن القتال وعن حضور موقف الاستعداد للقتال.
  قال في (الصحاح): «عاقه عن كذا يعوقه عوقاً واعتاقه أي حبسه وصرفه - ثم قال -: والتعويق: التثبيط» انتهى.
  {وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا} قد يعلمهم الله، وهذا وعيد، ويظهر من السياق أن إخوانهم من الأنصار وهؤلاء القائلون من المتخلفين عن رسول الله ÷ من أهل المدينة يقولون لإخوانهم المرابطين مع رسول الله ÷ عند (الخندق) يقولون لهم بواسطة رسول أو عند لقاء من يدخل لحاجة من المدينة ويرجع إلى رسول الله ÷ يقولون لهم: {هَلُمَّ إِلَيْنَا} في المدينة أي تعالوا إلينا {وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ} هؤلاء القائلون {وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلا} ثم يتخلفون عنه.
  وقولهم: {هَلُمَّ إِلَيْنَا} يريدون به صرف المرابطين مع الرسول ÷ ليتركوا المرابطة معه ويرجعوا إلى بيوتهم، فشأن القائلين هو التخلف عن البأس إلا قليلاً وفي حال تخلفهم يدعون غيرهم إلى التخلف.