سورة الأحزاب
  إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ٢٢ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ٢٣ لِيَجْزِيَ
  وكثرة الذكر عند المؤمن بسبب تعدد الأسباب وكثرتها فكلما زل ذكر الله وكلما تردد في أمر ذكر الله فتورع وفي الصلاة وفي الدعاء وغير ذلك.
  (٢٢) {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} الأحزاب هم أعداء الله ورسوله الذين اجتمعوا حول المدينة، وقد مر ذكرهم قريباً لما رآهم المؤمنون {قَالُوا هَذَا} أي مجيئهم هو {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ} والآية هذه تدل على أن الله قد وعد المؤمنين من قبل أن الأحزاب سيجيئونهم ليقاتلوهم وفي الوعد فائدة لئلا يفجأهم مجيء الأحزاب، وليستعدوا استعداداً نفسيا وماديا، ومن ذلك حفر الخندق حول المدينة حتى لا يدخلوها من كل جانب.
  وقالوا {صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} لما رأوا الأحزاب {وَمَا زَادَهُمْ} مجيء الأحزاب {إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} لأنهم عزموا عزماً صادقاً على جهادهم وأن لا يفروا منهم ووطنوا على ذلك أنفسهم تسليماً لأمر الله وانقياداً لحكمه، وذلك خلاف قول المنافقين ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً.
  (٢٣) {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا} {صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} إما عهدهم في منى في العقبة أن ينصروا الله ورسوله، ويحفظوا رسول الله ÷ مما يحفظون منه أنفسهم، وإما عهدهم بقولهم: سمعنا وأطعنا، قال تعالى: {وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}[المائدة: ٧].