التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الزمر

صفحة 277 - الجزء 6

  قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ٩ قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ١٠ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ١١ وَأُمِرْتُ لِأَنْ


  (٩) {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ} هذا احتجاج على الكفار الذين ينكرون الآخرة أمن هو قانت بمعنى خاضع لله خاشع آناء الليل: في أوقات من الليل في أوله وفي آخره أوفي أوله وآخره وأثنائه، {سَاجِدًا وَقَائِمًا} يعبد الله {يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ} وحذره للآخرة أنه يحاول أن ينال المغفرة من الله يستغفر ويتوب {وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} بسبب أنه قد رجع إليه وعبده وأطاعه، فهل هذا يستوي هو وأولئك الكفار والظلمة الذين لا يعبدون الله بل جعلوا لله أندادا؟

  كلا ... لا يستوون فإذا لم يكونوا سواء فكيف لا تكون الآخرة للتمييز بين المؤمن المطيع وبين الكافر بنعمة الله؟ قال تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ}⁣[ص: ٢٨] {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} هذا كأنه يذكرهم في إعراضهم حين لم يتفكروا ولم ينظروا في آيات الله فقال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} أي أنكم حين أعرضتم لا تعلمون بشيء فكنتم جاهلين فكيف يكون سواء من يعلم ومن لا يعلم {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} الذين ينفع فيهم التذكير وهو من يستعمل عقله، اللب: العقل.

  (١٠) {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} قل يا رسول الله عن الله: {يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ} يعني: أن المؤمن عليه أن يتقي الله يطيعه ويتوب إليه إذا ما زلَّ.