التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الزمر

صفحة 278 - الجزء 6

  أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ١٢ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٣ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ١٤ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ


  {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ} إذا أطعتم الله فسيكون لكم في هذه الدنيا حسنة أي تصلح حالتكم وتسعدون في الدنيا، كما في الآية: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}⁣[البقرة: ٢٠١] وقال: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ۝ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ..}⁣[الطلاق: ٢ - ٣] والإحسان من الإنسان: طاعة الله وتقواه والتوبة إليه، والعفو عن الناس وكظم الغيظ وكل الفضائل وهي كثيرة {وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ} لمن أراد الإحسان لأنها إذا ضاقت عليه بين الكفار فليخرج في أرض الله ويهاجر لكي يتمكن من الإحسان وطاعة الباري فلا يكفيه أن يؤمن ويقعد بين الكفار، حتى ولو لم يتأثر بأجواء الكفر إذا كان يتعذر عليه إكمال دينه، والقول بكلمة الحق.

  {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ} الصابر على دينه لأنه يكون في وقت غلبة الكفر والباطل فالصابر على دينه يكون في مشقة يحتاج إلى التزود المستمر بالصبر، حتى لا يضعف صبره عن القيام بطاعة الله والهجرة وتحمل مشاقها، والهجرة وإن كانت شاقة فإنها عادة تصلح أموره وتستقيم معيشته فيما بعد كما قال تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}⁣[النساء: ١٠٠] {أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ثوابهم بغير حساب، لأنه دائم لا يدخل في حساب لا يستطيع أحد أن يحسبه.

  (١١) {قُلْ} يا رسول الله للمشركين: {إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} لا أشرك به أحداً.

  (١٢) {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} المسلمين لله الذين أسلموا أنفسهم لله وأخلصوها له وأخلصوا له وجوههم لا يعبدون غيره، هذا الإسلام يكون