التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الزمر

صفحة 287 - الجزء 6

  ٣٧ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ٣٨ قُلْ يَاقَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي


  فقال: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} فلماذا يحتاج مع الله إلى إله غيره فهو يكفيه؛ لأنه الذي يسمع دعاءه وهو الذي سيستجيب، وهو الذي يرزقه، وهو الذي ينفعه ويدفع عنه الضر، لا يحتاج إلى غيره أبداً وخصوصاً أولئك الشركاء الذين ليس منهم أي فائدة.

  {وَيُخَوِّفُونَكَ} يا رسول الله {بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} الشركاء الذين اتخذوهم شركاء أنهم سيضرونك ولكن ليسوا بضارين لأحد إلا الذي يعبدهم لأنه يدخل النار بعبادته لهم {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الذي رفض هدى الله كيف يهتدي بهدى غيره؟ بمعنى أنهم ضلوا ضلالاً لا أحد يهديهم.

  (٣٧) {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ} مثل رسوله حين كانوا يخوفونه لأجل أن يضلوه لا يستطيع أحد أن يضله {أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ} غالب قاهر فوق عباده لا ينال {ذِي انْتِقَامٍ} ينتقم ممن تمرد عليه وعصاه فهو كالوعيد لأولئك الذين يخوفونه.

  (٣٨) {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ} هؤلاء المشركين ولئن سألتهم يا رسول الله {مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} هم معترفون بالله مقرون به {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} شركاءكم هؤلاء {إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} هل يدفعونه عني.