التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الزمر

صفحة 288 - الجزء 6

  عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ٣٩ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ ٤٠ إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ٤١ اللَّهُ


  {أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} لا يستطيعون أن يدفعوا ضرا قد أراده الله ولا يردون منفعة قد أرادها فتبين أنهم عاجزون لا يملكون ضراً ولا نفعاً {قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} سيكفيني لا أحتاج إلى غيره {عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} عليه لا على غيره وهو الكافي لعباده.

  (٣٩ - ٤٠) {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} هذا متاركة لهم {إِنِّي عَامِلٌ} سأعمل على ما أنا عليه وأنتم على ما أنتم عليه أترككم وتتركونني {.. فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۝ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ} يوم القيامة يوم الجزاء يبين لكم الصدق من هو الذي سيعذبه الله ومن هو الذي يسلم من العذاب، وهل تنفعكم أصنامكم أو تشفع لكم أو أنها لا تملك شيئاً.

  (٤١) {إِنَّا} أي إن الله لعظمته وحكمته وعزته وقدرته وعلمه {أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ} القرآن {لِلنَّاسِ} ليهتدوا به رحمة للعالمين {بِالْحَقِّ} إنزاله بالحق لأن ملك الملوك رب العالمين هو الذي أنزله الأمر له عليهم يأمرهم وينهاهم ويعلمهم ويهديهم ويتولى شئونهم هو ربهم الله فإنزاله هو الحق {فَمَنِ اهْتَدَى} اتبع القرآن لأن فيه الهدى والنور {فَلِنَفْسِهِ} نفع نفسه {وَمَنْ ضَلَّ} عن الهدى أبى أن يستمع إلى القرآن وأعرض عنه {فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} ضر نفسه {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ} لست ملزما أن تهديهم ما أنت إلا نذير تبلغهم وتنذرهم.