التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة فصلت

صفحة 338 - الجزء 6

  كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ١١ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ١٢ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ


  (١١) {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} هذا تمثيل للقصد إليها فحين خلق الأرض في يومين خلق السموات في يومين كأنها نفس اليومين اللذين خلق الأرض فيهما والمراد مقدار يومين لأنه لم تكن الشمس والقمر إلا حين خلق الأرض والسماء.

  و {ثُمَّ} ليست للترتيب، وإنما للترقي في البداية لم تكن سماء وإنما ماءً، ثم أن الرياح مخضت الماء مخضاً شديداً حتى أزبد، فاحترق الزبد فكان منه الدخان، ومن الدخان هذا خلق السموات، وهذا معنى كلام أمير المؤمنين # كما مر في تفسير (سورة الأنبياء).

  {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} ائتيا بمعنى: كونا، وهذا كأنه تمثيل {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} السموات والأرض الجميع انقاد لقدرته لا معاند لها لأنها قدرة غالبة.

  (١٢) {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} قدرة عظيمة خلق في يومين السبع السموات الواحدة من السبع يمكن أن تكون أكبر من الأرض بكثير {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} خلق فيها الملائكة يعبدونه وهيأها لهم ونظم أمرها {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} السماء السفلى التي هي قريبة منا بالنسبة إلى الست العليا زينها بالنجوم {وَحِفْظًا} من الشياطين لئلا تطلع إلى السماء في أول الأمر ثم لئلا تسترق السمع في وقت رسول الله ÷ {ذَلِكَ} كله خلق الأرض والسموات وتجهيز الأرض بالجبال وحاجات أهلها وتجهيز السموات وتزيينها بالنجوم وإعداد أمرها كل هذا {تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} جلّ وعلا.