التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة فصلت

صفحة 339 - الجزء 6

  وَثَمُودَ ١٣ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ١٤ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ١٥ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ


  (١٣) {فَإِنْ أَعْرَضُوا} بعدما بينا لهم قدرة الله وأصروا على أن يجعلوا له أندادا وعلى إنكار الآخرة {فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً} مهلكة {مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} هذا بمعنى مهلكة وليس يعني التشابه في الشكل والكيفية وإنما في الغاية من حيث أنها مهلكة فقط.

  (١٤) {إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ} رسل متعددة جاءتهم فكذبوا، قالت لهم الرسل: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً} هم يعتقدون أن الله في السماء وإذا أرسل رسولا فلابد أن يكون ملكاً ينزل من عنده، هذا تحكم على الله لا دخل لهم في هذا فهو الذي يرسل من أراد {فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} صرحوا بالكفر بما أرسل به الرسل وهو توحيد الله، ثم فصلها فقال: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}

  (١٥) {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} لأنه ليس لهم حق في أن يستكبروا بسبب قوة أبدانهم {وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} اغتروا بقوتهم، ونسوا قوة الله وعزته وقدرته {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} يعني قد علموا أن الله أقوى منهم وأنه الذي خلقهم {وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} كلما جاءتهم آية جحدوا بها وأنكروا أنها آية، وقالوا: ما جئتنا ببينة.