سورة فصلت
  عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ١٦ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٧ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ١٨ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ١٩ حَتَّى إِذَا مَا
  (١٦) {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} شديدة البرد {فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} أيام هلاك وشر {لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} نعذبهم فيها في سبع ليال وثمانية أيام {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ} هذا العذاب في الدنيا ليس بديلاً عن عذاب الآخرة إنما هذا عذاب عاجل ولهم عذاب آجل.
  (١٧) {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} بالآيات والدلائل على صدق الرسول {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} بالإعراض عن الآيات {فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ} كذلك أخذتهم الرجفة لأنهم كانوا متوقعين أنه إذا جاء عذاب أن يكون رياحاً مثل عاد، وقد اعتقدوا أن بيوتهم المنحوتة في الجبال ستحميهم من الرياح العاتية لكن الباري جاءهم بالرجفة فأهلكتهم، عذاب الهون عذاب الذلة والصغار والإهانة {بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} بذنوب كثيرة وليس فقط لإنكارهم القيامة واتخاذ الأنداد.
  (١٨) {وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} الذين كانوا آمنوا بنبي الله صالح وكانوا يتقون الله.
  (١٩) {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ} هذا تذكير بالآخرة، كأنه بعد أن يحاسبوا في موقف الحساب ويسألوا، يحشرون إلى النار حين يؤمر بهم إليها {فَهُمْ يُوزَعُونَ} كأنه بمعنى: يدفعون مع كثرتهم، الوزع: المنع كأنهم يحاولون الفرار حين يساقون إليها يحاول يفر إلى هذا الاتجاه أو ذاك فيوزع: يرد إلى الخط الموصل إلى النار.