التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة فصلت

صفحة 341 - الجزء 6

  جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٢٠ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٢١ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ٢٢ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٢٣ فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا


  (٢٠) {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا} جهنم نعوذ بالله {شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} معاصيهم في الدنيا - الله أعلم - إذا كانت أصواتاً تصدر عن أسماعهم وأبصارهم وجلودهم قد يكون كذلك، لأنهم قد قالوا: أنطقنا الله.

  (٢١) {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا} كأن العار كان فيها أعظم في الجلود بسبب العورة {قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} هو مكنهم من النطق وأمرهم أن ينطقوا بالحق {وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} يحتجون عليهم بالخلق أول مرة في الدنيا {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} وخلقكم في حال أنكم إليه ترجعون فلم تستعدوا للرجوع إليه.

  (٢٢) {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ} في الدنيا {أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} الخلل فيكم أنتم الذين فضحتم أنفسكم {وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ} لفرط جهلكم بالله.

  (٢٣) {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} أوقعكم في الهلاك {فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} بسبب ظنكم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون.