سورة فصلت
  ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ ٤٧ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ ٤٨ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ٤٩ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ
  (٤٧) {إِلَيْهِ} لأنه علاّم الغيوب، فإليه {يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ} متى تكون وكيف تكون لأنه عالم بها على التفصيل {وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} لا يكون شيء من هذه الأشياء إلا بعلمه، خروج الثمرة من كُمِّها مثل التمر حين يخرج من أكمامه هذا لا يكون إلا بعلمه سبحانه لا يخفى عليه شيء والناس قد لا يعلمون أنه قد خرج.
  وكذلك حمل الأنثى تعلق وقد يكون الناس لا يعلمون هل هي عالق أم لا بينما الباري عالم كذلك الوضع هو عالم به سبحانه حين تضع كل أنثى {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي} يوم القيامة يبين لهم أن شركاءهم، ما نفعوهم بشيء فيقول: ماذا عملوا لكم؟ {قَالُوا آذَنَّاكَ} أعلمناك وأبلغناك {مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ} يشهد أنهم آلهة لا علاقة ولا صلة لنا بهم نحن بريئون منهم.
  (٤٨) {وَضَلَّ عَنْهُمْ} ضاع ولم ينفعهم {مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ} أيقنوا أنهم للنار وظنوا قرب العذاب وأنهم في القريب العاجل سيقعون فيها، كما قال: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا}[الكهف: ٥٣] ظنوا أنهم سيصيرون إليها ولم يجدوا منها محيصاً أي ملجأ ومفراً.
  (٤٩) {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} لا يمل من طلب الخير {وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ} يعتقد ما بقي إلا تلك الحالة، مثلاً: إذا جاء جدب اعتقد أنه لا يأتي مطر، وإذا جاء مرض اعتقد استمراره.