وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ١٥ وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ

  {وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} الوارثون هم: أهل التوراة الذين جاءوا بعد الأمم المتقدمة الذين لم ينص عليهم من هم، مثلما قال: {يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ}⁣[التوبة: ٣٠] أي كفار من قبلهم يشبهونهم.

  الخلاصة: أن بعض أهل التوراة يشكون في صدق التوراة.

  (١٥) {فَلِذَلِكَ فَادْعُ} لإقامة الدين وترك التفرق، هذا الدين الذي شرعه الله لك ادع إليه {وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} استقم على ما أمرك الله في تبليغ الرسالة بما أمرك الله به وفي الدين كله.

  {وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} أهواء أهل الكتاب هؤلاء المضلين وغيرهم من المخالفين {وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ} القرآن وما قبله من الكتب {وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} أمرني الله أن أعدل بينكم، وأمرهم أن يطيعوه، قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ}⁣[النساء: ٦٤].

  كما أمره أن يقول لهم هكذا: {اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} نحن عباده كلنا على كلمة سواء بيننا وبينكم {لَنَا أَعْمَالُنَا} في طاعة الله {وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} إذا اتبعتم أو عاندتم أعمالكم لكم {لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} لا جدال بيننا وبينكم ولا محاججة {اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا} يوم القيامة {وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} مصير الكل وهو الذي سيحكم.