التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الشورى

صفحة 368 - الجزء 6

  عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ٢٩ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ٣٠ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ٣١ وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ٣٢ إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ


  (٢٩) {وَمِنْ آيَاتِهِ} دلائل قدرته ودلائل فضله {خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا} في السموات والأرض {مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ} يوم القيامة {إِذَا يَشَاءُ} حين يشاء {قَدِيرٌ} لا يعسر عليه جمعهم مع أنهم كثير وقد مضت أمم تلو أمم، والأمة الحالية، والمستقبلة لكنه قدير سبحانه على جمعهم يوم القيامة.

  (٣٠) {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} كل المصائب لأنه سبحانه كريم ورحيم بعباده لكنهم يتسببون في جلب المصائب على أنفسهم، وقد يكون ذلك تأديباً لهم ليرجعوا {وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} لا يعاقبهم على كل شيء.

  (٣١) {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ} أي العصاة ما هم بفائتين على الله {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ} يتولى شئونكم ورعايتكم {وَلَا نَصِيرٍ} وليس لكم نصير من دونه ينصركم من الله لا ملجأ لكم منه ولا منجى.

  (٣٢) {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ} ومن آياته السفائن {فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} يراها الرائي من بعيد كأنها علم راية حينما تكون في حال سيرها وتحركها والرياح تدفعها، والآية فيها هي جريّها على وجه الماء ولهذا قال: الجواري ولم يقل: السفائن هذه آية باعتبار أنه سخر الرياح تسوقها على حسب مراد أهلها، إلى الجهة التي يريدون.