التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الشورى

صفحة 370 - الجزء 6

  يَغْفِرُونَ ٣٧ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ٣٨ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ٣٩ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ٤٠ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ


  {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ} الثواب العظيم في الآخرة {خَيْرٌ وَأَبْقَى} لأنه دائم {لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} يكلون أمرهم إليه، ويطيعونه في السراء والضراء والأمن والخوف لا يردهم راد من طاعته وتقواه لأنهم متوكلون عليه.

  (٣٧) {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ} وهذه من صفاتهم أنهم يجتنبون كبائر الإثم والفواحش لأنهم مؤمنون {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} إذا ظُلِمُوا وتمكنوا من العقاب قد يغفرون لمن كان قد ظلمهم في الماضي ليثابوا على الغفران.

  (٣٨) {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ} اتقوه وأطاعوه في كل ما أمر ونهى في الدين كله {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} صلاتهم قيمة كاملة بشروطها وفروضها لا ينقصونها {وَأَمْرُهُمْ} المشترك بينهم {شُورَى بَيْنَهُمْ} لا يستبد به واحد دون واحد بل يتشاورون في أمورهم عامة {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} من الحلال {يُنْفِقُونَ} في طاعة الله وفي سبيل الله لأن الإنفاق مهم يترتب عليه الجهاد في سبيل الله الذي فيه عزة المسلمين.

  (٣٩) {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} هم ينتصرون من الباغي لا يتركونه يفسد في الأرض ويظلم المؤمنين.

  (٤٠) {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} الحق أنه إذا اعتدى عليهم معتدي وأرادوا الاقتصاص منه أن تقابل السيئة بمثلها بقدرها {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.