التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الشورى

صفحة 372 - الجزء 6

  عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ ٤٥ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ ٤٦ اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ


  وإنما يبقى ألعوبة في أيدي الشياطين {وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ} في الآخرة حين يرون العذاب حيث جهنم قد تراءت لهم {يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} مرجع إلى دار الخيار حتى نؤمن ونتبع الرسول لكن لا جدوى.

  (٤٥) {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا} على جهنم، لأنها في المحشر تكون قبالهم يرونها ويسمعون صوتها قبل دخولها {خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ} متذللين منكسرين {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} ينظرون إلى النار من طرف خفي، نظرات خفية لأنه منظر مهيب {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا} في الآخرة قالوا: {إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} هذا هو الخسران الذي خسروه {أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ} دائم لا ينقطع وكلمة {أَلا} هي كلمة إعلام لأجل لفت الانتباه لما بعدها لأهميته والظلم من أعظم الذنوب وهو يعم المعاصي كلها، وهذا إعلام للظالمين وتقرير لمصيرهم في الآخرة وهو جهنم نعوذ بالله منها.

  (٤٦) {وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ} يوم القيامة لا يوجد معهم من ينصرهم من دون الله ينجيهم من عذابه {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} يخذله {فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ} ليس معه طريق بل قد ضاعت عليه الطريق ولا يجد من يرشده ويدله عليها.