التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الشورى

صفحة 373 - الجزء 6

  أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ ٤٧ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ ٤٨ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ٤٩ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا


  (٤٧) {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ} مادمتم في دار الخيار في هذه الدنيا {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ} يوم القيامة لا أحد يرد أمر الله فيه {مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ} لا ملجأ لكم تلجئون إليه، ولا من نكير يعترض ويستنكر على دخولكم النار أي ليس هناك من يدافع عنهم.

  (٤٨) {فَإِنْ أَعْرَضُوا} رفضوا الاستماع للآيات ولم يقبلوا الإنذار {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} ليس عليك أنك تحفظهم حتى لا يدخلوا النار {إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ} تبلغهم ما أوحينا إليك من الإنذار وأسباب الهداية إذا قبلوا {وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا} طبيعة الإنسان عندما تغمره نعم الله أن يفرح بها ويطمئن إليها ويتخيل أنها كذلك باستمرار {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} إما مرض أو عرض {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ} يقنط وييئس من رحمة الله سمى القنوط كفراً لكنه هنا لا يعني أنه كافر جاحد لله.

  (٤٩) {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} كلها لله وحده لا شريك له فيها {يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} هذه واضحة أنه يجعل له أولاداً إناثاً أو يجعل له أولاداً ذكوراً.