التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الشورى

صفحة 374 - الجزء 6

  وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ٥٠ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ٥١ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٥٢ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ٥٣


  (٥٠) {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا} أو يجعل له ذكورا وإناثا معاً {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا} لا يلد أصلاً {إِنَّهُ عَلِيمٌ} بكل حالة وبكل شيء، فهو أعلم بما تقتضيه الحكمة في جعل الإناث أو جعل الذكور أو تزويج الذكور والإناث {قَدِيرٌ} على كل شيء، فلهذا يخلق الزوجين الذكر والأنثى في كل زمان لا ينقطعون، لا ينقطع الإناث، ولا ينقطع الذكور حتى يتناسل الإنسان إلى الحد الذي يريده الله له وهو الأجل.

  (٥١) {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا} إما بأن يوحي إليه مثل ما أوحى إلى موسى حين سمع الصوت في الشجرة {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} يسمع الصوت فقط، مثل ما قالوا: إن رسول الله ÷ سمع الوحي من وراء حجاب {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} من الملائكة {فَيُوحِيَ} إلى المرسل إليه {بِإِذْنِهِ} بإذن الله {مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} والعرب يسمون خفي الدلالة وحياً، حتى سموا الكتابة وحياً، كما قال:

  كما ضمن الوحي سلامها ... أي حجارها.

  (٥٢) {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} بواسطة جبريل # {رُوحًا} القرآن كله روح؛ لأنه حياة للقلوب وهدى ونور {مِنْ أَمْرِنَا} من أمر الله وشأنه {مَا كُنْتَ تَدْرِي} قبل نزوله عليك {مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} لم تكن تعرف