التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الدخان

صفحة 407 - الجزء 6

  ١٧ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ١٨ وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ١٩ وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ ٢٠ وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ ٢١ فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ ٢٢ فَأَسْرِ


  (١٧) {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ} قبل هؤلاء الذين معك المكذبين لك قد فتنا قبلهم {قَوْمَ فِرْعَوْنَ} حين كذبوا الرسول وهموا به {وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ} موسى ~.

  (١٨) {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ} مضمون الرسالة: أولاً: أن يسلموا إليه بني إسرائيل لأنهم عباد الله وليسوا عباد فرعون {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} من رب العالمين أرسلني إليكم لتسلموهم إليّ ولا تظلموهم.

  (١٩) {وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ} هذا الثاني مما تضمنته الرسالة: {وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ} لا تترفعوا على أمره وعلى رسوله وهداه وما جاء به أنتم لستم إلا عبيد الله {إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} لأنه جاءهم بسلطان من الله جعل له هيبة وقوة في نفسه وأماناً لا يخاف، مع أنه قد قتل منهم نفساً، ومع أن فرعون جبار عنيد، هذا السلطان يعد آية لوحده، ومعه الآيات التسع.

  (٢٠) {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} وإني قد دعوت الله أنه ينجيني وهو ربي وربكم المالك لنا كلنا، عذت به أن ترجموني، حين قال: {إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}⁣[القصص: ٣٣] {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ۝ قَالَ كَلاَّ ..}⁣[الشعراء: ١٤ - ١٥] سبق من الله أن أمّنه.

  (٢١) {وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي} وقد جاءتكم الآيات البينات {فَاعْتَزِلُونِ} اتركوني وأنا أترككم.