التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الدخان

صفحة 408 - الجزء 6

  بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ٢٣ وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ٢٤ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ٢٥ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ٢٦ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ٢٧ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ٢٨ فَمَا بَكَتْ


  (٢٢) {فَدَعَا رَبَّهُ} حين تمردوا عليه وتوعدهم فرعون بقتل الأبناء واستحياء النساء، وحين تجبر وتكبر، وقال: ساحر كذاب، وهنا لجأ موسى # إلى الدعاء دعا ربه {أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ} ليسوا سوى ظلمة فجرة متمردين يطلب من الله أن يعذبهم ويفصل بينه وبينهم.

  (٢٣) {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ} أمره الله تعالى أن يسري بأصحابه ليلاً لأن خطة فرعون ضدهم ستنفذ في الصباح.

  (٢٤) {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا} اضربه بالعصا حتى يفترق فرقتين ليغرق فرعون وقومه {إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} وعده الله أنه بمجرد أن يضرب البحر يجعله فرقين تلتقيان في الأخير على العدو فيغرق.

  (٢٥ - ٢٧) {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۝ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ۝ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ} حين أغرقهم الله، ولأن فرعون كان قد جمعهم من كل مكان {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ}⁣[الشعراء: ٥٣] فأغرق الله هذه الجموع كلها، وبقي ما خلفوه من الجنات مع توفر الماء الكثير للري إضافة إلى المقام الكريم بما يعنيه ذلك من وسائل العيش والرفاهية والنعيم.

  (٢٨) {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ} هلكوا وتركوها فأورثناها قوماً آخرين من غيرهم، وليس المقصود أن بني إسرائيل رجعوا إلى مصر بعد هلاك فرعون، لكنهم لما تمكنوا في الأرض تمكنا كبيراً كانت مصر من جملة ما ورثوه، واستولوا عليه سواء دخلوا مصر أولم يدخلوا.