التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الفتح

صفحة 465 - الجزء 6

  خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ٥ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ٦ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ٧ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٨ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ


  (٥) {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الذين جاهدوا معك {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} كأنه تعليل للفتح أي كان الفتح ليغفر لك وليدخل المؤمنين ... الخ {خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} بفضل الجهاد {وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا} هو الفوز العظيم لأنها السعادة الدائمة أما الدنيا فلو نال الإنسان منها ما نال فهي إلى زوال.

  (٦) {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ} هذا في مقابل قوله: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ ..} إلخ {وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ} يعذبهم في الآخرة يدخلهم النار وقد يعذبهم كذلك في الدنيا عذاباً عاجلاً {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ} كأنهم لم يكونوا مصدقين بأن الله سوف ينصر رسوله، ويعز دينه وكانوا متربصين بالإسلام والمسلمين. وينتظرون غلبة الكفر.

  {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} حلت عليهم هم لا على رسول الله ÷ والمؤمنين وهذا دعاء عليهم {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} على المشركين والمنافقين {وَلَعَنَهُمْ} طردهم من رحمته كأن ذلك من جملة عذابهم في الدنيا {وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} نعوذ بالله ما أسوأها من مصير.

  (٧) {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} يعز بهم دينه {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} هو عزيز حكيم وهذه صفة لازمة له جل وعلا وليس بحاجة إلى جنود السموات والأرض ليعتز بهم.