التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة الحجرات

صفحة 482 - الجزء 6

  حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ٩ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ١٠ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ


  (٩) {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} طائفتان سواء كانتا جماعة في مقابل سلطة، أو طائفتان فئتان اقتتلوا فأصلحوا بينهما ليتركوا القتال، ويرجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله على ما أمر كما قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}⁣[النساء: ٥٩] نمنعهم من القتال ونصلح بينهم بإرجاع قضيتهم إلى كتاب الله وسنة رسوله.

  {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى} فإن بغت بعد ما يتضح الحق لها وقد علمت أن الحق للطرف الآخر ورفضت {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} لأجل تترك البغي {حَتَّى تَفِيءَ} حتى ترجع {إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} إلى الحق الذي في كتاب الله وسنة رسوله {فَإِنْ فَاءَتْ} فإن رجعت إلى الحق وتركت البغي {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ} أصلحوا قضيتهم وحلوا مشكلتهم لئلا يرجعوا مرة ثانية إلى القتال {وَأَقْسِطُوا} بمعنى اعدلوا يمكن أن يكون الأمر بالقسط عائد إلى الكل من المتنازعين والمصلحين فالكل مأمورون بالإقساط وهو العدل {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} وهذا مرغب عظيم في الإقساط.

  (١٠) {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} هذا ترغيب في الإصلاح إذا كان بين فئتين من المؤمنين بين طائفتين من المؤمنين اختلفوا في أي أمر أدى إلى القتال {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} اتقوا الله رجاء رحمته، ورحمته هي دخول الجنة والسلامة من النار.