سورة الحجرات
  وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ١١ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
  (١١) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} لا يسخر رجال من رجال، هذه من الآداب التي أدب الله بها المؤمنين لكي يستمروا على المؤاخاة ويتوحدوا ولا يتفرقوا لأن الله قد نهاهم عن التفرق لأنه من أهم أسباب الضعف وإذا ضعفوا قوي عليهم عدوهم، ولهذا لا بد من ترك كل ما يؤدي إلى التفرق ولو كانت تبدوا أموراً بسيطة يتساهل الناس فيها مثل السخرية والغيبة، فهي تؤدي إلى التباغض، والتباغض يؤدي إلى التفرق {عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} قد يكون يعني يقرب أن يكون الذي تسخر منه خيراً منك.
  {وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ} لا يسخر نساء من نساء {عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ} عسى يقرب أن تكون تلك المسخور منها أفضل ممن تسخر منها قد تكون أحب إلى الله إذا كانت تقية مطيعة لله ورسوله {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} لا تطعنوا في أعراض بعضكم البعض لا يسب أحدٌ أحداً وعبر بالنفس لكون المؤمنين كالنفس الواحدة {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} نهي عن أن يدعو احد الآخر باللقب السيئ المذموم لأنه يعد إساءة إليه، وهو مما يؤدي إلى التفرق حتى ولو كان صاحبه قد استساغه لأن القرآن قد نهى عنه.
  {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} كأنه يحذرنا أنا إذا لم نجتنب ذلك سينطبق علينا اسم الفسوق بعد ما كنا مؤمنين {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ} من هذه الأشياء {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} فقد ظلم وبهذا نعرف أنها ليست سهلة بل هي ظلم لكونه معصية.