سورة ق
  ٨ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ٩ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ١٠ رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ١١ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ١٢
  (٨) {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} هذا الخلق خلق الأرض والسماء وما أنبت في الأرض {تَبْصِرَةً} ليبصروا ببصائر العقول يبصروا الآيات فيعرفوا قدرة الله سبحانه {وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} وتذكيراً لكل عبد منيب راجع إلى الله غير مصر على الكفر، فالراجع إلى الله هو الذي يهتدي إلى الحق أما المعاند فهو بعيد من الهداية.
  (٩) {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} وهذه آية عظيمة إنزال الماء من السماء وفيه بركة لأنها تنبت به الأشجار وتحيا به الأرض بعد موتها ويأتي منه رزق للعباد فهو رحمة لهم.
  {فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ} زروعاً وبساتين وغيرها تحيا بالماء هذا الذي أنزلناه {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} الحب من الزروع التي تحصد.
  (١٠) {وَالنَّخْلَ} وأنبتنا به النخل {بَاسِقَاتٍ} عاليات في الجو طوالاً {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} الطلع: هو الثمر في بداية نموه يكون في أكمامه، نضيد: كثير متزاحم متداخل بعضه في بعض بقدرة الله.
  (١١) {رِزْقًا لِلْعِبَادِ} فهو آية وفي نفس الوقت ليذكرنا نعمه بالآية والنعمة على عباده الذي حق عليهم أن يشكروه ولا يكفروه {وَأَحْيَيْنَا بِهِ} بالمطر هذا {بَلْدَةً مَيْتًا} كانت قد ماتت حينما لم تعد تنبت شيئاً لأن تربتها غدت مثل الرماد، فأحياها فأنبتت {كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} خروجكم من الأجداث من القبور هكذا مثل إحياء الأرض بعد موتها.