التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة ق

صفحة 494 - الجزء 6

  وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ١٣ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ١٤ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ١٥ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ١٦ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ


  (١٢) {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ} هذا انتقال إلى الوعيد لأنه إذا لم ينفع عرض الآيات على العقلاء ليتفكروا فلابد من الوعيد لكي يخافوا فينظروا فأخبر: أن هذه الأمم كذبت رسلها وكذبت بالآخرة.

  (١٣) {وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ} كذلك كلهم كذبوا بالرسل.

  (١٤) {وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ} الأيكة: شجر ملتف وهم الذين أرسل لهم نبي الله شعيب ونزل عليهم عذاب يوم الظلة {وَقَوْمُ تُبَّعٍ} من اليمن، القوم هم الذين كذبوا أما تبَّع فقد قالوا إنه كان مؤمنا {كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ} فسر بهذا قوله: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ} أي أنهم كذبوا الرسل وتبع تكذيبهم بالرسل تكذيبهم باليوم الآخر {فَحَقَّ وَعِيدِ} حق عليهم وعيدي وهو: {لاَمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}⁣[السجدة: ١٣].

  (١٥) {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} هذا رد عليهم حين قالوا: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ..} الخ، يعني: ما تعايينا في خلقهم أول مرة فإذا كنا قد قدرنا على خلقهم أول مرة، فكذلك نحن قادرون في المرة الثانية {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} ملتبس عليهم مسألة الخلق مرة ثانية، ولهذا تمردوا على الله لأنهم ما خافوا الآخرة.

  (١٦) {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} هذه كلها من دلائل قدرته سبحانه على الإعادة بعد الموت:

  أولاً: خلق الإنسان وهو آية كبرى.