سورة ق
  غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ٢٢ وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ٢٣ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ٢٤ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ ٢٥ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي
  (٢١) {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} مجيئهم إلى موقف الحساب كل نفس معها سائق يسوقها إلى محل الحساب، وموقف العرض على الله، ثم إلى النار إذا كان من أهلها، أو إلى الجنة إذا كان من أهلها فلكل نفس سائق يسوقها وشهيد يشهد عليها بعملها.
  (٢٢) {لَقَدْ كُنْتَ} في الدنيا {فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ} رأيت الحقائق الآن في الآخرة وتجلت الأمور التي كنت في غفلة منها {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} اليوم صرت تبصر جيداً. كما عبروا حين قالوا: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}[السجدة: ١٢] لما عاين ما وعد الله به أصبح بصره ثاقباً لكن لا فائدة له في الإبصار حينئذ، مادام لم يستخدم سمعه وبصره يوم كان في الدنيا.
  (٢٣) {وَقَالَ قَرِينُهُ} كأنه يعني الملك الحافظ له: {هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} هذا كتاب عمله وكل ما أحصيته عليه حاضر مسجل فيه، كأنه يسلمه إلى العبد في موقف العرض.
  (٢٤) {أَلْقِيَا} كأنه أمر للحافظين أن يلقيا هذا المجرم {فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} كأن الإلقاء عندما يوصلانه إلى باب جهنم فيؤخذ بناصيته وهي مقدمة شعر الرأس أو بالأقدام أو بهما جميعا فيرمى به في جهنم نعوذ بالله، كما قال: {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ}[الرحمن: ٤١].
  (٢٥) {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ} ما كان عنده رغبة لفعل الخير لأنه غير مؤمل في ثواب ولا خائف من عقاب فهو مناع للخير الذي أمر الله به، مثل: إطعام المسكين