سورة ق
  الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ٢٦ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ٢٧ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ٢٨ مَا
  يمنع لا يعطي أحداً شيئاً {مُعْتَدٍ} يعتدي على عباد الله يظلمهم {مُرِيبٍ} إما مرتاب في نفسه أي صاحب ريب، أو مريب يقلق منه المجاور والمصاحب له لا يؤمَن شره بل هو مريب لا يأمنه جليسه ولا صاحبه ولا جاره.
  (٢٦) {الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ} هذا في المشرك خاصة أنه يلقى في العذاب الشديد، لأنه جعل مع الله إلها آخر فيلقى في العذاب الشديد أي أن عذاب المشركين اشد بالنسبة إلى غيرهم. وهذا رد على من قال إن الذي لا يؤمن بأن عيسى إله سيدخل جهنم، بل العكس هو الحق، فالذي يقول إن عيسى إلهاً هو الذي يستحق أن يدخل جهنم.
  (٢٧) {قَالَ قَرِينُهُ} هذا قرينه الذي كان في الدنيا يضله. وهو المقصود بقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}[الزخرف: ٣٦] وقال - أيضاً - في شأنه: {يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}[الزخرف: ٣٨] وهو إما من شياطين الإنس أو من شياطين الجن {رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} يريد أن يتنصل منه لئلا يحمل شيئاً من ذنوبه إضافة إلى حمله هو {وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} هو نفسه في ضلال بعيد أي بعيد عن الطريق.
  (٢٨) {قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ} قد قدمت إليكم في الدنيا بالوعيد فالمستضعف غير معذور كان عليه أن يسمع كلام الله، ويتبع هدى الله، ويرفض تضليل أولئك الذين كان يعتقد أنهم كبار وعظماء من الطغاة والمستكبرين الذين خضع لهم وأطاعهم.