سورة ق
  يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٢٩ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ٣٠ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ٣١ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ٣٢ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ٣٣ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ٣٤ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ
  (٢٩) {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} في كل ما تقدم من الوعيد في الدنيا، لا تراجع عنه {وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} إنما بالحق نعذبكم التابع والمتبوع.
  (٣٠) {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ} لأنه قد أقسم أنه سوف يملؤها من الجنة والناس فكأنه يدل على اتساعها حين يقول لها {هَلِ امْتَلَأْتِ} لكثرة من قد دخلها من أمم {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} بمعنى أنها واسعة وفي نفس الوقت حريصة على دخول أعداء الله فيها.
  (٣١) {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} قربت فهي غير بعيدة عنهم لأنهم أهلها المستحقون لها فكأنها لما خلقت لهم كانت قريباً منهم.
  (٣٢) {هَذَا} خطاب للمتقين {مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ} لكل أواب رجّاع إلى الله تواب من الذنوب {حَفِيظٍ} كأنه يعني حافظاً لحدود الله، محافظاً على طاعة الله.
  (٣٣) {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} كلها من صفات المتقين من خشي الرحمن وهو في الدنيا، ولا يزال كل شيء غائباً عنه، لم ير الجنة ولا النار ولا رأى الآخرة وأهوالها بل لا تزال كلها غائبة عنه ولكنه رغم ذلك كان مؤمنا بها فخشي الرحمن في الغيب {وَجَاءَ} يوم القيامة إلى موقف العرض على الله {بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} بقلب راجع إلى الله طاهر سليم من الدنس والذنوب.