سورة الطور
  بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ٢١ وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ٢٢ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ ٢٣ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ٢٤ وَأَقْبَلَ
  (٢١) {وَالَّذِينَ آمَنُوا} من أهل الجنة {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ} كذلك كان ذريتهم مؤمنين مثلهم {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} في الجنة لتقر بهم أعينهم حين يجتمعون معهم في الجنة {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ} ما نقصنا عليهم {مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} مقابل أنَّا قد قربنا أولادهم منهم {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} كل واحد محضر بعمله، فعملهم لهم لا ينقص عليهم منه شيء الآباء وأولادهم.
  (٢٢) {وَأَمْدَدْنَاهُمْ} أهل الجنة كلهم مدداً يكون مستمراً {بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} قدمت الفاكهة قبل اللحم كأنه المناسب في أكل الفاكهة أن تكون الأولى وتفتح الشهية للحم، واللحم بعدها يكون مكملاً للغذاء.
  (٢٣) {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا} الكأس من الخمر كأنه يأخذه واحد والثاني ينازعه ليأخذه هو تنازع مزاح لا تنازع شقاق {لَا لَغْوٌ فِيهَا} هذه الخمر عند شربهم لها لا يصحبها كلام سيئ كما هي عادة خمر الدنيا يصحبها شتم وكلام شنيع {وَلَا تَأْثِيمٌ} كأن يقول يا عدو الله يا فاجر يا خبيث، كعادة السكارى في الدنيا يتلاعنون، يؤثم بعضهم بعضاً هذه خمر الآخرة لاشيء فيها من هذه الأمور السيئة.
  (٢٤) {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ} لخدمتهم {غِلْمَانٌ لَهُمْ} مملوكون لهم {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} نفس الغلمان لشدة بياضهم وصفاء أجسادهم مثل اللؤلؤ المكنون المغطى في أخبيته بعيداً عن الغبار أو نحوه فهو محتفظ بصفائه ورونقه.