سورة الطور
  بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ٢٥ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ٢٦ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ٢٧ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ٢٨ فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ٢٩ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ٣٠ قُلْ
  (٢٥) {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} كأنه يتساءلون في أسباب دخولهم الجنة، ولعله لما يرون من قلة أهل الجنة، فيسأل كل واحد صاحبه: كيف جئت وكيف توصلت إلى هذا النعيم المقيم؟
  (٢٦) {قَالُوا} أجابوا أن السبب هو: {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا} في الدنيا {مُشْفِقِينَ} كنّا في حذر من عذاب الله، حذرين متورعين.
  (٢٧) {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا} أنعم علينا ووفقنا فدخلنا الجنة {وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} نجانا من عذاب النار التي فيها السموم، كأنه الهواء الحار الشديد الحرارة الذي يدخل في المسام أو داخل الأنف مع التنفس.
  (٢٨) {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ} هذا كأنه السبب الأول مع الحذر أننا كنا ندعو الله أن يوفقنا ويحسن خاتمتنا وينجينا من النار، كنا ندعوه ونحن في الدنيا {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} {الْبَرُّ} المحسن المتفضل الرحيم بعباده المؤمنين الذين يرجعون إليه.
  (٢٩) {فَذَكِّرْ} يا رسول الله إذا كانوا يريدون أن يدخلوا الجنة ويسلموا من النار، ذكرهم {فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ} ما أنت بكاهن ولا مجنون كما قال الكفار، بل إنك رسول من الله فذكرهم فأنت بنعمة ربك كامل العقل راجح العقل.