سورة الطور
  تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ ٣١ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ٣٢ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ ٣٣ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ٣٤ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ٣٥ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ ٣٦ أَمْ
  (٣٠) {أَمْ يَقُولُونَ} الكفار {شَاعِرٌ} إن هذا النبي ليس إلا شاعراً {نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} ننتظره حتى تأتي منيته ويموت وتنتهي قضيته.
  (٣١) {قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ} انتظروا فإني معكم من المنتظرين للموت.
  (٣٢) {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ} عقولهم {بِهَذَا} الكلام حين يقولون: شاعر أو كاهن أو مجنون {أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} أي بل هم قوم طاغون، هذه هي الحقيقة، فالطغيان يحملهم على هذا الكلام، وقد تبين لهم أن القرآن كلام الله.
  (٣٣) {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ} تقوّل هذا القرآن قاله هو ونسبه إلى الله {بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ} ليسوا أهلاً لأن يؤمنوا، فقد عرفوا أنهم عجزوا عن الإتيان بمثل سورة منه.
  (٣٤) {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ} بمعنى في درجته في الحكمة والإحكام، وهم غير قادرين {إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} أنه إنما تقوّله فليتقولوا إذن مثله.
  (٣٥) {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} بمعنى أن الله هو الذي خلقهم وهو ربهم المالك فهو الإله الذي يستحق أن يعبدوه وحده لا أن يعبدوا الأصنام التي هي لا شيء {أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} أم هم الذين خلقوا أنفسهم أو خلقوا شيئا غيرها حتى يتحكموا على الله.