سورة النجم
  فَاسْتَوَى ٦ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ٧ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ٨ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ٩ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ١٠ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ١١
  (٥) {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} يعني علم النبي ملك شديد القوى، ونحن لا نعرف تفاصيل عن قوة جبريل # إلا أن منها قوة النزول وقوة الطلوع وقوة التعليم.
  (٦) {ذُو مِرَّةٍ} المرة، قالوا: إنها القوة العظيمة {فَاسْتَوَى} استوى جبريل وظهر للنبي على الهيئة المناسبة للنبي.
  (٧) {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى} استوى وهو لا يزال في الأفق الأعلى في الهواء.
  (٨) {ثُمَّ دَنَا} بعد ما استوى وتهيأ للنزول {دَنَا} قرب من الأرض {فَتَدَلَّى} إلى جهة النبي ÷ ليصل إلى حوله.
  (٩) {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ} قرب منه مقدار مسافة قوسين فالمسافة فيما بين جبريل ومحمد ÷ مثل مسافة القوسين، أو مثل مسافة ما يبلغ القوس الأول ثم القوس الثاني عند الرمية بهما {أَوْ أَدْنَى} من قاب قوسين يعني أو أقرب، وهذا الترديد لا يعني الشك في المسافة بل قد يعني أنه تارة يقرب فيصير أقرب من قاب قوسين، وتارة يبعد فيصير قاب قوسين مقدار قوسين.
  (١٠) {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ} رجع الكلام إلى الوحي؛ لأنه قال: {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} فأوحى الله بواسطة جبريل {مَا أَوْحَى} وهو ما يبلغه الرسول إلى أمته.
  (١١) {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ} فؤاد النبي ÷ {مَا رَأَى} لأنها رؤية بصر وقلب، ما كذب فيها ليست خيالية بل هي رؤية حقيقية لأن البصر قد يخدع مثل أن يرى السراب ويظنه ماء، فهذا ما كذبه البصر بل هي رؤية حقيقية.