سورة القمر
  وَنُذُرِ ١٦ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ١٧ كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ١٨ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ١٩ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ٢٠ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي
  (١٥) {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا} هذه السفينة {آيَةً} لأنها بقيت على الجودي زمناً طويلاً ويقال إنه بقيت أجزاء منها إلى اليوم في أحد المتاحف كأنه في روسيا كما قيل فبقيت كذلك آية تذكر بعذاب الله على قوم نوح ونجاة نوح ومن آمن معه {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} كأن كلمة {مُدَّكِرٍ} افتعال للمطاوعة، أعني أنه فعل المطاوعة من قولهم: ذكرناه فادّكر أصله أذتكَر، ثم تصرف فيها فصارت ادّكر، وهو يفيد: أنه تذكر مطاوعة وقبولاً لتذكيرنا وإيماناً به.
  (١٦) {فَكَيْفَ} انظروا وفكروا كَيْفَ {كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} التي قد تقدمت إلى قوم نوح هل كانت سهلة أم كانت شديدة فليحذروا أن يقع عليهم مثلها، وهو تحذير لكل المكلفين وليس لمن في زمن النبي ÷ فحسب.
  (١٧) {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} ليذكر به الناس وتهتدي به قلوبهم {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} هل من قابل للتذكير ينتفع به.
  (١٨) {كَذَّبَتْ عَادٌ} جعلهم عبرة لمن بعدهم حين كذبوا بآيات الله {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي} عليهم {وَنُذُرِ} نذري التي تقدمت إليهم كيف آلت بهم.
  (١٩) {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} فسَّر الإمام الهادي (الصرصر) بالباردة، وهو ظاهر لأن من شأنها إذا كانت رياحاً شديدة أن تكون باردة {فِي يَوْمِ نَحْسٍ} يوم شؤم عليهم يعني: يوم تعذيبهم، وهو يومهم الذي وُعِدوا به لما كذبوا وسماه يوماً، مثل قوله: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ}[إبراهيم: ٥].