سورة القمر
  وَنُذُرِ ٢١ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ٢٢ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ٢٣ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ٢٤
  فهو يسمي وقت العذاب الشديد يوماً، وكذا وقت الحرب كما يقال: (يوم صفين) (يوم الجمل) مع أنه عدة أيام، فكذلك هذا {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} وهو أيام استمرت الرياح عليهم {سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً}[الحاقة: ٧].
  (٢٠) {تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} يصف قوتها أنها تنزع الناس من الأرض ترفعهم في الهواء وترمي بهم كأنهم أعجاز نخل لضخامتهم مثل النخلة حين تنقعر أي تقلع بجذورها.
  (٢١) {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} ما كان سهلاً بل كان أمراً عظيماً فاحذروه.
  (٢٢) {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} هذا تأكيد لما سبق من أن الله قد يسره وسهله لفهمه والتذكر به لينتفع به الناس {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} فهل من أحد يتذكر ويقبل هذا التذكير ويؤمن وينتفع به.
  (٢٣) {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ} بعد عاد
  (٢٤) {فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ} نبي الله صالح، ليس إلا وحده يريد أن يفرض نفسه علينا، كأنهم اعتبروها دكتاتورية، ولكن لم يلتفتوا إلى أنه ليس إلا مبلغاً عن الله، والباري قد ارتضاه لرسالته لأنه خير من يؤديها وليس بخائن لرسالته، كما أنه ليس طالبا للسلطة والملك وإنما جاء برسالة يبلغها عن الله {إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ} إذا اتبعناه فإننا حينئذ في غواية عن الحق وعدول عن الصواب {وَسُعُرٍ} عذاب كأنهم يقولون ذلك محاكاة له لعله كان يخبرهم بأنهم في ضلال وسوف يصيرون إلى سعر إلى نار الله المستعرة.