التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة القمر

صفحة 551 - الجزء 6

  أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ٢٥ سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ٢٦ إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ٢٧ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ٢٨ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ٢٩ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ٣٠ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً


  (٢٥) {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا} كيف يصح أن يلقي الذكر عليه من بيننا، يعنون أنهم أفضل منه وأولى بأن يلقى إليهم الذكر لو كان هناك ذكر {بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} فيه أشر والأشر كأنه أخو البطر أو شدة البطر.

  (٢٦) {سَيَعْلَمُونَ غَدًا} أي يوم القيامة وعبر بغدٍ للدلالة على قربها {مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ} هو أم هم، بل هم الكذابون الأشرون.

  (٢٧) {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ} آية وهي كذلك فتنة لأنهم مكلفون بأن يتركوها ترعى وتشرب الماء في يومها المعين لها، فهي فتنة لهم إن صبروا عليها وآمنوا بها كآية من الله نجوا، وإلا فهي سوف تؤدي إلى هلاكهم {فَارْتَقِبْهُمْ} انتظر أمرهم مع الناقة {وَاصْطَبِرْ} اصبر على ما أنت عليه في شأنهم.

  (٢٨) {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} بينهم وبين الناقة، كما قال: {لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}⁣[الشعراء: ١٥٥] يوم لها ويوم لهم، وقالوا أنها في اليوم الذي يكون الماء مخصصاً لها فيه يكتفون بلبنها عن الماء {كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ} كل من الناقة والقوم يَحضُر في يومه المعين للاستئثار بالماء فيه.

  (٢٩) {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ} الشقي أشقى ثمود {فَتَعَاطَى} تناول ما ليس له فيه حق واجترأ على هذا الأمر العظيم {فَعَقَرَ} عقر الناقة.