التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة القمر

صفحة 552 - الجزء 6

  وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ٣١ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ٣٢ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ ٣٣ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ٣٤ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ ٣٥


  (٣٠) {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} يقول الله فكيف كان عذابي سؤال يبعث على التفكير والنظر في كيف كان هل كان سهلاً أم كان شديداً لأنه أمر عظيم حينما تجاهلوا الإنذار حتى عمهم العذاب الأليم.

  (٣١) {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً} على ثمود صيحة شديدة الصوت كأنها أدت إلى رجفة شديدة هلكوا منها {فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} قال الإمام الهادي #: «والعذاب الذي نزل بهم فهو ما ذكر الله من الصيحة الواحدة، والصيحة فهو الأمر الذي نزل بهم فأهلكهم، وهشيم المحتظر فهو دقاق ما قد بلي من الشوك والعيدان الذي احتظر به المحتظر على نفسه وغنمه ثم طال عنده فبلي وتفتت، وهو شيء كانت العرب تفعله يجمع الرجل منها الشوك والعيدان فيحظره حظيرة على غنمه حتى لا يخرج منها شيء، فشبه الله هؤلاء الذين أهلكهم بهشيم ذلك الشوك الذي جعل حظيرة بعد فنائه وبلائه» انتهى من (تفسير أهل البيت) [ج ٢/ص ٢٥٧].

  (٣٢) {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} هو يكرر هذا الآية لأن الإنسان في غفلة يحتاج إلى التكرار مثلما النائم الذي لا يستيقظ بسهولة.

  (٣٣) {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ} كذلك مثل ما كذب من قبلهم ومن بعدهم بالنذر، جعل التكذيب بنبوة رسولهم لكونه بشراً تكذيباً للرسل جميعاً.

  (٣٤) {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا} هذا يدل على أن عذابهم كان بالحاصب وهو ريح شديدة تحمل تلك الأحجار المسومة وتقذفهم بها وتساقط أعالي بيوتهم وتجعلها أسافلها لشدتها {إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ} أخرجهم من القرية وقت السحر.