التيسير في التفسير،

بدر الدين بن أمير الدين (المتوفى: 1431 هـ)

سورة القمر

صفحة 553 - الجزء 6

  وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ ٣٦ وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ٣٧ وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ ٣٨ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ ٣٩ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ٤٠ وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ٤١ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ


  (٣٥) {نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا} النجاة هذه {كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ} ننجيه من العذاب إذا عذبنا غيره نخرجه من بينهم وننجيه لأنه شكر نعمة الله.

  (٣٦) {وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ} أنذر قومه {بَطْشَتَنَا} بطشة الباري {فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ} فتماروا: شكوا ولم يصدقوا بالنذر.

  (٣٧) {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ} هذه جريمة كبيرة آذوه أذية عظيمة، وقد كان الملائكة جاءوه في صورة أضياف {فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} ردها إلى داخل رؤوسهم فصارت مطموسة لا تبصر {فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ} كان هذا بداية العذاب تلاه الحاصب، وهو قوله: {وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً}

  (٣٨) {وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً} عند شروق الشمس {عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ} عذاب ثابت؛ لأنه يصيرهم إلى عذاب الله الدائم فمِن عذاب الدنيا إلى عذاب الآخرة.

  (٣٩) {فَذُوقُوا} الخطاب لقوم لوط ذوقوا {عَذَابِي وَنُذُرِ} أي نتيجة تكذيبهم النذر.

  (٤٠) {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} هل من أحد يقبل هذا التذكير ويؤمن به ويتأثر به.

  (٤١) {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ} كذلك جاءهم الرسول المنذر.